تعتمد محركات الوقود على الاحتراق لتوليد الطاقة اللازمة لتحريك السيارة، ولكون الاحتراق هو الوسيلة الوحيدة لإنتاج الطاقة في السيارات، تعتمد المحركات على العديد من الأجزاء لتنظيم عملية الاحتراق، وأحد أهم الأجزاء المسؤولة عن هذه العملية هي قطعة تسمى شمعة الاحتراق أو البوجيهات كما يسميها البعض، حيث تولد هذه الشمعات الشرارة اللازمة لحدوث احتراق داخل المحرك، وعلى الرغم من صغر حجمها إلا أن أي عطل فيها يؤثر بشكل كبير على أداء المحرك. على العموم تابع هذا المقال لتتعرف على تاثير البوجيهات على السيارة وعلامات تلفها.
مبدأ عمل شمعة الاحتراق في السيارة
كما ذكرنا سابقاً شمعات الاحتراق هي قطع صغيرة تعتمد على الكهرباء في عملها، حيث يتم تركيبها داخل حجرة الاحتراق في المحرك، وعند قيام سائق المركبة بتحريك مفتاح السيارة إلى وضع التشغيل يسري تيار كهربائي إلى شمعات الإشعال (البواجي) فتتولد شرارة كهربائية في وقت قياسي قدره جزء من الألف من الثانية، وعند ذلك تقوم بخاخات الوقود بنفث الوقود في غرفة الاحتراق، مما يؤدي إلى حدوث احتراق داخل حجرة المحرك وبالتالي تتولد الطاقة اللازمة لدفع المركبة.
متى يجب تغيير شمعة الاحتراق في السيارة
بحكم درجات الحرارة العالية التي تتعرض لها شمعات الإشعال في السيارة فإنها تفقد كفاءتها في توليد الشرارة اللازمة للاحتراق، مما يؤدي إلى ظهور أعراض سلبية في أداء المحرك، لذلك تقوم الشركات المصنعة للبوجيهات بتحديد عمر افتراضي لها مرتبط بعدد الكيلومترات المقطوعة في السيارة، ومع أن جودة هذه البوجيهات تختلف من شركة إلى أخرى إلا أنه بالمجمل يجب تغيير البوجيهات في السيارة عند السير بها لمسافة ما بين 48,000 و 80,467 كم، ويفضل عدم إهمال تغيير البواجي في الوقت المناسب، لأن التعطل المفاجئ لها سيؤدي إلى توقف المحرك عن العمل بشكل كامل وأنت بغنى عن كل هذه المشاكل خصوصاً وأن سعر البوجيهات في متناول اليد.
علامات تلف البوجيهات
قبل أن تتعطل شمعة الاحتراق بالكامل وتصبح غير قادرة على تشغيل المحرك، ستظهر بعض أعراض تدل على تلف بوجيهات السيارة وتنبه بضرورة استبدالها. تالياً بعض أشهر اعراض تلف شمعات الاحتراق متبوعة بشرح وافي عن كل واحدة منها:
- زيادة استهلاك الوقود
- ضوجان المحرك
- ضعف تسارع السيارة
- صعوبة تشغيل السيارة
- اهتزاز المحرك في حالة السكون
- طبقات من الكربون على البوجيهات
زيادة استهلاك الوقود
إن عدم تولد شرارة الاحتراق في الوقت الصحيح يعني نفث كميات كبيرة من الوقود دون احتراقه، وهذا يعني صرف كميات كبيرة من الوقود دون فائدة، لذلك إذا ما لوحظ ارتفاع معدل صرف الوقود، يجب على سائق المركبة تفقد شمعات الاحتراق مباشرة.
ضوجان المحرك
يؤدي تلف البوجيهات إلى اختلال في عمل المحرك، وبالتالي قد تصدر أصوات غريبة ومتقطعة تكون إشارة على انتهاء صلاحية البوجيهات وضرورة استبدالها.
ضعف تسارع السيارة
الاحتراق غير السليم للوقود يؤدي إلى ضعف عام بقوة المحرك ويصبح غير قادر على توليد الطاقة المطلوبة، وفي ذلك إشارة مباشرة إلى ضعف أداء شمعة الاحتراق في السيارة.
صعوبة تشغيل السيارة
كما ذكرنا سابقاً تعد شمعة الاحتراق القطعة المسؤولة عن تشغيل المحرك، لذلك وفي حال كان تشغيل المركبة صعباً ولا يتم بسهولة، فهذا قد يعني عدم قدرة البوجيهات على إحداث الشرارة اللازمة للاحتراق مما يؤدي إلى بطء وصعوبة في تشغيل المحرك.
اهتزاز المحرك في حالة السكون
يسبب الاحتراق غير المنتظم للوقود اهتزاز كبير في محرك السيارة، وإذا كان هذا الاهتزاز في حالة السكون أي عندما تكون المركبة متوقفة، يمكن هنا القول بأن هناك عطل في البواجي وأنها لا تعمل كما يجب.
طبقات من الكربون على البوجيهات
تعود اسباب وجود كربون على البوجيهات إلى اتساخ فلتر الهواء أو بسبب نوع الوقود السيء، وطبقة الكربون هذه تدل على ضرورة تبديل البوجيهات لأنها أصبحت غير قادرة على العمل بالشكل المطلوب.
تنظيف البوجيهات
يلجأ العديد من الأشخاص إلى تنظيف البوجيهات بالكلور أو غيرها من المواد بهدف التخلص من الكربون المتراكم على الشمعة، وهذا قد يؤدي أحياناً إلى تحسين أداء هذه المشغلات بشكل مبدئي، وهنا يجب التنويه إلى أن الجزء الذي يجب تنظيفه بشكل جيد هو القطعة المعدنية المعكوفة في مقدمة البوجيهات، فهو المكان الذي يتراكم عليه الكربون ويمنع البوجي من العمل بشكل صحيح، وسنبين لك تالياً الخطوات الصحيحة لتنظيف شمعات الإشعال:
أولا: فك البواجي وإخراجها من محرك السيارة
يمكن فك البواجي باستخدام مفتاح خاص يسمى مفتاح سداسي، حيث يتم تحريك مفتاح البواجي بعكس عقارب الساعة وهو مثبت على البوجيهات إلى أن تخرج من مكانها.
ثانياً: تغطيس رأس البواجي بالبنزين
في هذه الخطوة نقوم بتغطيس رأس شمعات الاشتعال بوعاء أو كوب مليء بالبنزين وتترك قليلاً حتى تذوب طبقات الكربون من على الشمعة.
ثالثاً: حرق رأس البواجي
بعد غمر رأس البوجية بالبنزين نقوم بحرق رأس البوجية باستخدام الولاعة ومن ثم تركه إلى أن تنطفئ النار، وتكرر عملية التغطيس والحرق أكثر من مرة إلى أن يصبح الرأس باللون الأسود، حيث تعمل النار على إذابة الكربون والصدأ المتراكم على سطح البوجية، ولكن عليك الانتباه عند استخدام الولاعة لأن البنزين سريع الاشتعال ومن الممكن أن يلحق الضرر بك.
رابعاً: الصنفرة
نقوم بجلب ورق الصنفرة ومن ثم نفرك القطعة الحديدية المعقوفة الموجودة في رأس البوجية والقطعة الصغيرة الموجودة في أسفلها، ونستمر بذلك حتى تعود إلى الشمعات إلى لونها الطبيعي.
وصلنا إلى نهاية مقالنا الذي تحدثنا فيه عن وظائف وأهمية شمعة الاحتراق في محرك السيارة، وإذا كنت بحاجة لمعلومات أكثر عن قطع وأجزاء السيارة، ننصحك بزيارة قسم قطع الغيار والصيانة لتجد العديد من المقالات المفيدة.
مقالات ذات صلة
